إشراك مهارات التعامل مع النزاعات في البرامج الجديدة

تستقبل أغلب الأفكار الجيدة في قطاع المساعدات بسلسلة من الأسئلة: هل هي في حدود ميزانيتنا؟ هل هي جزء من مخطط العمل؟ هل لدينا الوقت والموارد اللازمة لها؟ في حال الإجابة على أي من هذه الأسئلة بلا، فإن حتى أفضل الأفكار وأكثرها حساسية للنزاع ينتهي أمرها بالتجاهل

لهذا السبب تشمل المرحلة التصميمية على فرصة في كل دورة حياتية برمجية للعمل على تعزيز الموارد المالية والبشرية والزمنية، والتي تمكن فريق العمل من التأقلم مع تغيرات المحيط والتحولات ضمن السياق المتقلب. وهما ما يعتبران أهم عنصرين لمهارات التعامل مع النزاعات. إن تضمين الأدوات المناسبة والمرونة والتحاليل والموارد في الخطة التصميمية والميزانية ومتطلبات البرنامج تعمل على المساعدة في ضبط الأجندة والتوقعات، كما تعمل على منح الوكالات المنفذة التفويض والكفاءة لتجنب إلحاق الأذى الجانبي بالإضافة لتحصيل أقصى قدر مساهمة للبرنامج

ليس الهدف هو تحديد جميع المخاطر والفرص المرتبطة بمهارات التعامل مع النزاعات بصورة مسبقة، بل هو خلق الأنظمة والآليات التي تمكننا من عمليات التحليل والتأقلم المستمرة. وتبرز أهمية هذا الجانب بالأخص في السياق المتقلب والمتطور بصورة مستمرة، حيث سيتطلب الأمر تحليلاً إضافيًا طول فترة البرنامج

التوصيات التالية مقصود منها توجيه وإلهام المانحين والوكالات المنفذة من العاملين في تصميم برامج جديدة بأفكار عن كيفية بناء نقاط قوة والتزامات أعظم لأجل تقديم مساعدات أفضل داخل بيئة النزاعات

من الواجب التأكد من تحصيل الموارد المناسبة للبرنامج وذلك لأن مهارات التعامل مع النزاعات تتطلب قدرًا من الموارد البشرية والمعرفية والزمنية والمالية. إن شمل هذه الموارد ضمن خطط العمل والميزانيات والموارد الخارجية سيعمل على تهيئة البيئة لأجل إنتاج برامج مراعية للنزاعات بشكل أفضل

• الموارد البشرية: هل سيتضمن فريق العمل على أعضاء بالمقدرات والإرادة المتطلبة لقيادة ودعم التحليل السياقي والمساعدة على تصحيح السير عند مواجهتهم لمعضلات مشكلة؟ هل بالإمكان اشتراط هذه المقدرات في الملفات التوظيفية- سواء كانت كوظيفة دوام كامل أو على الأقل كمسمى وظيفي رسمي لأحد العاملين؟
• الموارد الزمنية: هل بالإمكان تضمين المراجعات والدروس على أساس سنوي أو نصف سنوي في عمل الفريق؟ هل بإمكاننا ضمان تحصيل الوقت الكافي ليتمكن الشركاء من فهم محيطهم عبر عمليات تحديد النطاق والتأسيس قبل الحاجة لتحقيق النتائج؟
• المرونة: هل بإمكان اجتماعات المراجعة والتعليم والتخطيط الإستراتيجي أن تؤدي إلى تعديلات في التصميم البرمجي وإطار النتائج والطرائق العملية؟
• الدعم الخارجي والشراكات: هل تتواجد مهام دعم لمهارات التعامل مع النزاعات ومشاركة المعلومات والتنسيق الخارجي لأجل مساعدة المنظمات في تحسين إستراتيجياتها وممارساتها وسياساتها أثناء التنفيذ؟
• الموارد المالية: من أجل تغطية كل ما سبق ذكره

قم بالتأكد من وضع اعتبار لمهارات التعامل مع النزاعات عند القيام بعملية اختيار الشركاء. تعتبر عملية اختيار الشركاء ومعاييرها فرصة أخرى بالإمكان دمج مهارات التعامل مع النزاعات بها. هل يتم سؤال الشركاء المحتملين عن وعيهم بديناميات النزاعات؟  ما هو الحد الأدنى من المعايير أو الأدلة أو الضمانات التي بإمكاننا اشتراطها في طلبات العمل؟

احتواء متطلبات مهارات التعامل مع النزاعات في مناهج الإشراف والتقييم والتعلم: قم بشمل تحاليل السياق والصراعات كجزء من إطار النتائج أو أي من مناهج الإشراف والتقييم والتعلم الأخرى.  يشمل ذلك

• مؤشرات مهارات التعامل مع النزاعات
• المناقشات التعليمية بين المنظمات
• التقييمات النهائية التي تأخذ بالاعتبار مهارات التعامل مع النزاعات

خلق محافل لمناقشة مهارات التعامل مع النزاعات: كيف يمكن للبرنامج المساهمة في العملية التعليمية؟  هل يمكن للبرنامج المشاركة في عمليات المراجعة ونقاشات التحليل الجماعي المدارة بواسطة وحدة حساسية النزاعات على صعيد المستوى القومي والمحلي وعبر عدة قطاعات تقنية مختلفة؟

قدرات ومشاركة الشركاء في جانب المصب: هل بإمكان البرامج الجديدة أن تأخذ بالاعتبار الدعم التدريبي ودعم القدرات للشركاء العاملين في جانب المصب- وبالأخص المنظمات غير الحكومية الوطنية وفرصها للمساهمة في تصميم البرنامج والإستراتيجية في بداية البرنامج وعلى مدى استمراره

الضم بين مهارات التعامل مع النزاعات ومهارات إدارة المخاطر: هل بالإمكان احتواء القضايا المرتبطة بمهارات التعامل مع النزاعات في مصفوفات المخاطر واستراتيجيات التخفيف والإدارة؟  يساعد هذا الأمر في التمعن في الطرق التي قد تساهم فيها برامجنا في إشعال الصراعات بالإضافة لتطوير إستراتيجيات لمتابعة وإدارة هذه المخاطر

هل تود الاطلاع على مزيد من النصائح والأفكار؟  قم بالاشتراك على الخدمة البريدية لوحدة حساسية النزاعات لتتلقى إشعارات عن فعاليات التدريب القادمة والتحاليل الجديدة بالإضافة إلى دعوات إلى فعاليات تساهم في تعزيز فهم قطاع المساعدات للسياق المعقد والمتغير في السودان، مع تعزيز قدرته على تحقيق أقصى قدر من الفائدة وأقل قدر من الضرر الجانبي