قطاع المساعدات في الصورة الكبرى – ماذا سيكون أثرنا على التحول الديمقراطي السوداني؟
كثيرا ما نجد أنفسنا كعمال إغاثة في مواقف نوازن فيها بين عدد من الأزمات المتنافسة مع هيمنة توارد الطلبات من جميع الإتجاهات على أيامنا، سواء كانت بصورة بيروقراطية أو سياقية. إن من الصعب أحيانًا تمييز أثرنا التراكمي على التطورات والميول المهمة جدًا الجارية في محيطنا، وخصوصا أننا في فترة إنتقالية نمر فيها بأزمة إقتصادية وجائحة صحية
قمنا خلال الثلاثة شهور الماضية بالتحدث إلى عدد من المانحين وعمال الإغاثة والخبراء بالإضافة إلى المجتمع المدني وأصحاب المصلحة المحليين، وذلك من أجل تكوين دراية أفضل بالتحديات التي تواجه قطاع المساعدات السوداني فيما يتعلق بمهارات التعامل مع النزاعات. قام كثيرون من المانحين وعمال الإغاثة الذين تحدثنا إليهم بالتعبير عن شعورهم بالإحباط نظرًا لندرة توفر الوقت والتهيئة النفسية من أجل التأمل- بصورة فردية وجماعية- في الأثر الكبير لوجودهم على المدى البعيد. هذا الأثر قد يكون متقصدًا أو عرضيًا وسالبًا أو موجبًا. إن بإمكان قطاع المساعدات التسبب بإشعال نيران النزاع وتعزيز الميول السالبة، كما أن بإمكانه تقوية التماسك الإجتماعي والمساعدة في خلق دوافع للتعاون بالإضافة إلى المساهمة في بناء السلام الدائم
لقد لعبت المساعدات الدولية دورًا هامًا في السودان لعدة عقود من الزمان، وهي الآن جزء من نسيج المجتمع والإقتصاد. يقوم هذا القطاع بالتفاعل مع الديناميات السياسية والإقتصادية وديناميات النزاع ذات المدى القصير والبعيد بصورة لا يتم التنبه إليها في اغلب الأوقات. إن المخاطر المرتبطة بتقديم المعونة في جو مشاب بالصراعات السياسية والنزاعات قد تم توثيقها بشكل جيد على مدى عدد من السنوات.[1] إن المساحة السياسية الجديدة التي يجري عليها التحول الديمقراطي لا تلغي أيًا من هذه التحديات ولكنها تقدم فرصًا جديدة للمانحين والوكالات المنفذة لتطوير وتبني سياسات وممارسات مراعية للنزاع بشكل أكبر
وحدة حساسية النزاعات هي أحد الموارد الجديدة التي ستعمل مع المانحين ووكالات الإغاثة في السودان لأجل تعزيز مفهومنا الجماعي لآثار المساعدات وقدرتنا على تقليل الآثار السالبة العرضية مع تقوية مساهماتنا الجماعية في أمر السلام
إستعانة بالتمويل المبدئي المتحصل من المملكة المتحدة نهدف لأن نكون موردًا مفيدًا لقطاع المساعدات في السودان مع العمل على تنمية المهارات والقدرات المناسبة، بالإضافة لتشجيع محادثات شمولية صريحة حول القضايا المعقدة مع مشاركة التحاليل والدروس المستفادة. نأمل أنه وبعملنا سوية سنتمكن من بناء مجتمع عمل متنوع يتطلع لتحسين الوعي الجماعي فيما يتعلق بالسياق الذي نعمل ضمنه مع تحسين دورنا في إطار هذا السياق. وبذلك سنقوم بتكبير أصوات ستعمل على مساعدة الغير في فهم جغرافية السودان المعقدة وثقافتها وجوها السياسي بصورة أفضل مع مساعدتهم على التعامل معها بشكل أفضل وذلك عن طريق التركيز بشكل خاص على من لديهم خبرة مباشرة مع هذه القضايا
قامت وحدة حساسية النزاعات في عامها الأول بتحديد أربعة أمور تترتب عليها آثار كبيرة فيما يتعلق بمهارات التعامل مع النزاعات
إننا نمتلك مجموعة من الأدوات الفعالة من ضمنها: مخزن للبحوث ونموذج عمل متوازن بين البحث والممارسة بالإضافة للتوسط في حل المشاكل بصورة جماعية وإمداد مجموعة من الجلسات التدريبية المجانية القصيرة وفرص التدريس والإجتماعات الدائرية إضافة إلى الفعاليات وإكتشاف سبل لتطوير وإختبار طرق جديدة لتحسين طريقة عمل قطاع المساعدات
إننا متشوقون لتلقي محادثاتكم والعمل معكم لأجل التوصل إلى حلول عملية متناسبة مع التحديات التي تواجهونها. الرجاء التواصل معنا وتقديم أنفسكم حتى تنضموا إلينا في المحادثة
للمزيد من المعلومات عن وحدة حساسية النزاعات الرجاء الرجوع إلى قسم النبذة: من نحن؟
[1] كيرتيس ديفن: السياسة والمساعدات الإنسانية: مناظرات ومعضلات وخلاف. مجموعة السياسات الإنسانية بمعهد التنمية الخارجية 2001