لقد شهدت الأشهر الخمسة الأولى من العام 2011 أسوأ حالة عنف في أبيي منذ نهاية الحرب الأهلية السودانية الثانية. ففي تاريخ 23 مايو/أيار 2011 ،كانت بلدة أبيي تشتعل بالنيران في حين كانت الميليشيات المسلحة تنهب وتحرق الممتلكات عقب احتلال المنطقة بكاملها من قبل القوات المسلحة السودانية )SAF .)وخلال الفترة الممتدة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار 2011 ،قام حزب المؤتمر الوطني )NCP ،)وهو الحزب الحاكم في السودان، بدعم وتسليح قوات الميليشيات ّ التي هاجمت مواقع للشرطة في مختلف أنحاء وسط أبيي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 150 ّ شخصًا. وفي مايو/أيار، ازداد الخطاب السياسي حدة من كال الجانبين، مما دفع بالوحدات التي كان قد تم تشكيلها من أجل حماية الإقليم إلى التصادم. في أعقاب حادثة 19 مايو/أيار، نفذت القوات المسلحة السودانية )SAF )غزوًا كامل النطاق لمنطقة أبيي، رافقته حملة قصف جوي. وبحلول 22 مايو/أيار، كان المدنيون جميعهم في المنطقة قد فروا إلى جنوب السودان وكانت بلدة أبيي في أيدي القوات المسلحة السودانية.
قد أجريت الأبحاث المتصلة بورقة العمل هذه في جوبا وأبيي خلال الفترة الممتدة بين يناير/ كانون الثاني ومارس/آذار 2011 ،اعقبتها مقابلات تكميلية بين مارس/آذار ويونيو/حزيران 2011 .كما تعتمد الورقة على أبحاث سابقة كان المؤلف قد قام بها خلال المرافعات الشفهية لقضية أبيي في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي خلال شهر أبريل/نيسان 2009 .وبسبب صعوبة قدرة ّ الوصول، تمت الغالبية العظمى من المقابلات التي أجريت في سياق هذه الورقة مع مجموعات ً من أعضاء من المسيرية في جنوب كردفان. من دينكا نقوك من سكان أبيي، بدلا من أعضاء من المسيرية في جنوب كردفان.