ديسمبر 16, 2021 | CSF Team

حساسية النزاعات أكثر أهمية في أوقات الأزمات: مدونة 1\2

هذه هي المدونة الأولى التي تتكون من جزئين تناقش أسباب أهمية حساسية النزاعات في سياق أزمة متطورة.  وتشارك الثانية أفكاراً وأدوات عملية لمساعدة المانحين ومنظمات العون على أن تكون أكثر حساسية للنزاعات خلال الأزمة السياسية المستمرة في السودان.

مع تطور الأزمة السياسية في السودان، يعمل القائمون في مجال العون لوقت إضافي لفهم الديناميات، وإتخاذ الخطوات العملية والبرامجية اللازمة لمتابعة تطور الوضع وتفادي إلحاق الضرر، وهذا شيء كان على قطاع العون أن يقوم به عدة مرات وعلى مدى سنوات عديدة في السودان، وهناك دروس من الماضي يمكننا – وينبغي لنا – أن نتعلمها.

لماذا حساسية النزاع مهمة في الأزمات

يجب أن تتجنب المساعدات تغذية النزاعات. في أوقات الأزمات، تواجه المساعدات مخاطر كبيرة من التلاعب من قبل أطراف النزاع حيث تواجه منظمات العون ضغوطاً لمواصلة تقديم المساعدات بينما يتم سحب الموظفين الميدانيين والعمليات الميدانية في الوقت نفسه لأسباب أمنية. وقد يؤدي ذلك إلى إنخفاض الرقابة في ذات الوقت الذي تواجه فيه المجتمعات قدراً أكبر من إنعدام الأمن، وتتعرض فيه المؤسسات المدنية، التي قد توفر المساءلة، للتهديد، وقد تهدف أطراف النزاع إلى السيطرة على مصادر الموارد وتوفير الخدمات بنفسها. وكذلك قد يكون البائعين   ومقدمي الخدمات في قطاع العون، بما في ذلك الدعم اللوجستي وتوفير الأمن،  مملوكين أيضا لجهات أطراف النزاع. إن المساعدات الغير مقصودة التي تقدم لأطراف النزاع في أوقات الأزمات قد لا تكون مصدراً للعنف في ذلك الوقت فحسب، بل من الممكن أيضا أن تصبح راسخة وتستمر في أوقات الاستقرار.

يجب ان تتجنب المعونات كذلك إضفاء الشرعية  على أطراف النزاع. ان القادة المحليون الذين يشكلون جزء من إيصال المعونات واختيار المستفيدين يستمدون السلطة والشرعية من خلال تلك العلاقة. في بعض الحالات، قد يستفيدون مادياً، أو عن طريق توجيه المساعدات إلى مؤيديهم. هذه الشرعية قد تمتد أيضاً الى السياسات والمواقف التي يدعمونها. في أوقات الأزمات، كما هو الحال في أوقات أخرى، يجب على الجهات القائمة في مجال العون أن تسعى إلى العمل مع ومن خلال تلك المنظمات التي تساعد على تعزيز المساءلة أمام الشعب السوداني.

تساعد المعونات المراعية للنزاع على تحسين قدرات المجتمعات المحلية على إدارة التوترات الاجتماعية والنزاعات.

إن النزاعات والتوترات تعني زيادة الحاجة الإنسانية، حيث تقلل المجتمعات من الوصول إلى الأسواق والمراعي والمياه والأراضي الزراعية والتجارة مع المجتمعات المجاورة، والدعم الاجتماعي وشبكات القرابة التي تدعم الكثيرين. تدعم المساعدات المراعية للنزاعات مجتمعية أكبر وديناميكيات أكثر صحة على مستوى المجتمع، مما يؤدي بدوره إلى مساعدة أكثر فعالية، وفي نهاية المطاف تقل الحاجة إلى المساعدات الخارجية. إن تعزيز التماسك الاجتماعي القوي يعني أيضا سرعة وفعالية حل النزاعات، حتى لا تتصاعد وتؤدي إلى النزوح والموت والدمار.

يجب أن توازن المساعدات بين المطالب الإنسانية قصيرة الأجل وآثارها على الصراع على المدى الطويل.

في أوقات الأزمات، يواجه عمال العون تحديات صعبة بشكل متزايد. وغالباً ما يطلب منا إتخاذ قرارات صعبة حول متى وكيف نتدخل في الأوقات التي توجد فيها معلومات غير كاملة، وقد لا تسير الأمور كما نريد. يجب أن يكون لدى كبار صناع القرار، وكذلك الموظفين الميدانيين، الوقت والمساحة والتحليل للنظر ليس فقط في الاثار على المدى القصير، بل أيضاً  العلى المدى الطويل لقرارات المساعدات، للمساعدة في ضمان ألا تؤدي استجاباتنا الطارئة اليوم إلى مزيد من النزاعات في المستقبل.

توصيل مبادئنا وقيمنا.  إن التركيز رفيع المستوى على حساسية النزاع يبعث برسالة قوية إلى جميع الشركاء والجهات الفاعلة المحلية مفادها أن المساعدات يجب ألا تغذي النزاع أو تطيل أمده، سواء عن طريق إثارة التوترات المحلية أو تغذية الأسباب الجذرية للنزاع. وهذا أمر مهم على طول سلسلة ايصال المساعدات، حيث ستؤثر القرارات المتخذة على العديد من المستويات المختلفة على كيفية تفاعل المساعدات مع النزاعات المستمرة في السودان.

لمعرفة المزيد حول كيفية تطبيق هذه الدروس في الممارسة العملية، يرجى قراءة الجزء الثاني من “حساسية النزاعات أكثر أهمية في أوقات الأزمات“.

الصورة: “عملية كوما جرادايات” التقطها ألبرت جونزاليس فران لصالح اليوناميد. الصورة مرخصة بموجب CC BY-NC-ND 2.0